Friday 12 April 2013

الفصل الرابع 2

ثالثاً: مهارات إدارة الفصل:
إدارة الفصل من المهام الأساسية للمعلم والتي يتوقف عليها إلى حد كبير مهام تنفيذ التدريس, وإدارة الفصل هي مجموعة من الأنماط السلوكية المعقدة, التي يستخدمها المعلم لكي يوفر بيئة تعليمية مناسبة ويحافظ على استمرارها, بما يمكن المعلم من تحقيق الأهداف  التربوية والتعليمية المنشودة
وتتوقف كفاءة المعلم وفاعليته إلى حد كبير على حسن إدارته للفصل والمحافظة على النظام فيه 0ومهارات إدارة الفصل ذات صلة وثيقة بتنفيذ التدريس, وقد تتساءل عن سبب فصل هذه المهارات عن مهارات تنفيذ التدريس رغم صلتها الوثيقة بها
إن هدفنا أن تفهم ديناميات الإدارة الفعالة, بما يمكنك من أن تعالج مشكلات الفصل بكفاءة وفاعلية
على أنه ينبغي أن نعترف منذ البداية بأننا لا نستطيع أن نقرر أي المداخل أو الطرق أفضل في إدارة الفصل 
تعريف إدارة الفصل:
هي مجموعة من الأنشطة التي يستخدمها المعلم لتنمية الأنماط السلوكية المناسبة لدى التلاميذ, وحذف الأنماط غير المناسبة, وتنمية العلاقات الإنسانية الجيدة, وخلق جو اجتماعي فعال ومنتج داخل الفصل والمحافظة على استمراريته
 
بعض الإرشادات التي تساعد المعلم في ضبط وإدارة الفصل :
-        ابدأ بالسلام على طلابك عند دخولك للفصل وتحلى ببشاشة الوجه.
-        الانضباط لا يأتي إلا ببراعتك وقوة شخصيتك وتمكنك من المادة العلمية، فنوع في أساليب تدريسك للمحتوى العلمي، وأظهر نشاطك وحبك للمادة.
-        تقرب من الطلاب واعرف حاجاتهم ورغباتهم، واعمل على تلبيتها لهم.
-        كون صداقات مع الطلاب جميعاً وبالأخص، ذوي السلوكيات الغير مرغوبة.
-        كن قدوة حسنة لًطلابك، وحاسب نفسك قبل أن تحاسبهم.
-        تيقّظ مما يحدث داخل الفصل الدراسي أثناء الكتابة على السبورة، أو أثناء الاسترسال في شرح الدرس، أو حتى أثناء إجابة أحد الطلاب على أسئلتك.
-        أظهر اللين أو الحزم إذا ما اقتضت الظروف إظهار شيء منهما.
-        لا تنفعل لأتفه الأسباب، بل لا تنفعل أبداً وأملك نفسك عند الغضب.
-        ليكن أساس تعاملك مع الطلاب العدل والحكمة والمساواة والعطف وعدم التفرقة بينهم مهما كان.
-        لا توجه توبيخك وتهديدك لعموم طلاب الفصل مهما كان، فإن كان ولابد، فاعمل على توجيه النصيحة لهم دون التجريح بأحد منهم.
-        نمّ ثقة طلابك بأنفسهم وأظهر لهم الاحترام، حتى يظهروه لك.
-        اخرج عن الدرس بقصة أو موقف مضحك أو محرج مررت به ومن ثم عد إليه، وذلك إذا لاحظت أن عدد من الطلاب قد انصرفوا عنك إما بشرود أذهانهم أو بتململهم أو بانشغالهم في أمر ما.
-        تجاهل بعض السلوكيات التي بالوقوف عندها قد يفتح آفاقا لًمشكلة حلولها مستعصية، ثم تعامل مع صاحبها بعد أن تهدأ.

مداخل إدارة الفصل
أو لا: المدخل التسلطي
يتفق المدخل التسلطي مع النظرة القديمة لإدارة الفصل, الذي يرى أن عملية إدارة الفصل تمثل عملية ضبط سلوك الطلاب, وينحصر دور المعلم في توفير النظام والحفاظ عليه داخل الفصل, ووسيلة المعلم في ذلك العقاب والتأنيب والتخويف والتهديد.
 
ثانيا: المدخل التسامحي
ويعرف إدارة الفصل بأنها مجموعة من الأنشطة التي يستطيع المعلم بواسطتها أن يزيد من حرية الطلاب إلى أقصى حد ممكن.
 
ثالثا: مدخل تعديل السلوك
يتفق مدخل تعديل السلوك مع النظرة الحديثة لإدارة الفصل التي تعتمد على أن إدارة الفصل هي مجموعة من الأنشطة والعمليات التي يمكن من خلالها تعديل سلوك الطلاب بالفصل ودور المعلم فيها أن يعمل على تنمية الأنماط السلوكية المرغوبة وحذف جوانب السلوك غير المرغوبة.
 
رابعا: مدخل الجو الاجتماعي الانفعالي
يعرف إدارة الفصل بأنها مجموعة الأنشطة التي يستطيع المعلم بواسطتها أن ينمي علاقات إنسانية جيدة وتكوين جو اجتماعي انفعالي إيجابي داخل الفصل.
 
خامسا: مدخل عمليات جماعة الفصل
يعرف إدارة الفصل بأنها مجموعة الأنشطة التي يستطيع المعلم بواسطتها أن يوجد نظاما اجتماعيا فعالا داخل الفصل وان يحافظ على استمرار يته.
تعد مهارة جذب الانتباه من المهارات الأساسية في إدارة الفصل والتي تعتمد على شخصية المدرس وأسلوبه في التعامل مع الطلبة داخل الصف وخارجه، فالمدرس الناجح هو الذي يلجا إلى استخدام العديد من المثيرات والمحركات المتنوعة لجذب انتباه طلبته في كل لحظة من لحظات الدرس لزيادة تحصيلهم الدراسي وبخلاف ذلك سيكون وقته وجهده ضائعا بلا حصيلة وبدون تحقيق الأهداف التعليمية المخطط لها مسبقا,وينبغي عليه أن يعرف إن أهم شيء لتحقيق أهدافه التعليمية هو جذب انتباه طلبته دائما بما هو مشوق ومرتبط بحياتهم ليستحوذ على تفكيرهم واهتماماتهم. أثناء الدرس وحتى بعده،
تكمن أهمية إثارة الدافعية للتعلم لدى الطلاب باعتبارها تمثل الميل إلى بذل الجهد لتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة في الموقف التعليمي. ومن أجل زيادة دافعية الطلاب للتعلم ينبغي على المعلمين القيام باستثارة انتباه تلاميذهم والمحافظة على استمرار هذا الانتباه، وأن يقنعوهم بالالتزام لتحقيق الأهداف التعليمية، وأن يعملوا على استثارة الدافعية الداخلية للتعلم عن طريق إن إنجاز الفرد وإتقانه لعمله كما أن الإنسان يولد ولديه ميل إلى تحقيق ذاته ويعتبر ذلك قوة دافعية إيجابية داخلية
كذلك سعي الفرد إلى زيادة قدرته , حيث يستطيع القيام بأعمال في مجتمعه وبيئته , تكسبه فرص النمو والتقدم والازدهار.


ومن الأساليب التي يمكن استخدام لاستثارة الانتباه والدافعية:
 
1-   تهيئة بيئة الصف الفيزيقية( الضوء, الصوت,التهو ية, الحرارة, السبورة,الحد من الضوضاء,جلوس الطلاب..الخ) فيقلل العوامل المشتته للانتباه.
2-       السعى لإفراغ أدمغة الطلبة مما قد يشغلهم عن المتابعة أو الانتباه.
3- تهيئة الطلبه لموضوع الدرس الجديد بالاستعانة بأساليب التهيئة الحافزة لموضوع الدرس الجديد ويحرص في ذلك على إعلام الطلاب لما هو متوقع منهم أن يتعلموه عن طريق إخبارهم بالأهداف الدراسية مقدما أو بالنقاط الأساسية للدرس.
3-       الحرص على تعلم الطلاب بشكل منظم ومتتابع.
4-   العمل على أن يفهم الطلاب ما يتعلمونه (التدريس من أجل الفهم ) فيستخدم أدوات الشرح (الأمثلة،التشبيهات,الوسائل التعليمية) بكفاءة وكذا الأسئلة للوصول للفهم الصحيح.
5-   توظيف الأساليب التدريسية المختلفة لتشويق الطلاب ومنها:الأسئلة التحفيزية, الطرائف,حكي القصص, عرض الأحداث الجارية,الأنشطة الإستقصائية أو الإستكشافية وكذا التمثيل,لعب الأدوار,والألعاب التعليمية,وإثارة خيال الطلاب وغيرها من أساليب التشويق.
6-       إظهار الحماس أثناء التدريس (المتحمس عادة ينقل روح الحماس لغيره مما يزيد من حالة الانتباه)
7-   النظر للطلاب أثناء التدريس بشكل يتم فيه التواصل أو التلاقي البصري بينه وبينهم ويتجنب قدر الاستطاعة إدارة ظهره عنهم أو النظر فقط للسبورة.
8-       ينوّع من موقعه في حجرة الدراسة ولا يتم هذا بشكل عشوائي إنما يرتبط بمقتضيات الموقف التدريسي.
9-   التنويع من الإشارات - الإيماءات الجسدية ، فعندما يومئ المعلم برأسه لطالب معين فكأنه يقول نعم أنا أعلم ذلك وإذا رفع حاجبيه فكأنه يقول أنا مندهش وإذا رفعهما قليلا فكأنه يقول أكمل حديثك...
10-   التغيير من نبرات الصوت وشدته ونوعيته حسب مقتضيات الموقف التعليمي
11-   السكوت عن الكلام فجأة للحظات بسيطة إذا لاحظ أن الطلاب غير منتبهين له لسبب أو لآخر أو لرغبته بمزيد من جذب الانتباه.
12-   توظيف الأسئلة بشكل جيد لجذب انتباه طلابه ومن الأساليب المستخدمة
-          طرح أسئلة فجائية للطالب غير المنتبه
-           طرح أسئلة من حين لآخر لتحديد فهم الطلاب لما تعلموه
-           تنويع مستويات الأسئلة المطروحة
-           استخدام الأسئلة السابرة (الأسئلة المتواصلة التي تكشف مدى فهم الطالب للنقطة محل النقاش)
13- التنويع من الأنشطة الصفية خلال الدرس.
14- التنويع من أنماط الاتصال أثناء.
15- التنويع من أشكال استقبال الطلاب للمعلومات أثناء الدرس فلا يركز فقط على استقبالهم للمعلومات عن طريق حاسة السمع بل يحرص أيضا على أن يكون استقبالهم لها عن طريق حاسة البصر فضلا عن الحواس الأخرى (اللمس -الشم – التذوق) إذا كان الموقف التعليمي يقتضي ذلك مثل درس عن الأسماك أو النباتات.
16- يأتي ببعض المعلومات الإضافية غير الموجودة في الكتاب المدرسي شريطة أن تكون هذه المعلومات مرتبطة بالدرس ويمكن استيعابها من قبل الطلاب وحبذا لو كانت معلومات جديدة ومرتبطة بحياتهم.
 
سبل استثارة دافعية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:
1-       استخدام التعزيز بشكل فعال: وهو تقديم خبرات أو أحداث أو أشياء إيجابية بعد حدوث السلوك مباشرة مما يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث ذلك السلوك.
2-        زيادة خبرات النجاح وتقليل خبرات الفشل: فالنجاح هو مفتاح الشعور بالكفاية والتالي يؤدي إلى زيادة الدافعية أما الفشل فيسبب الإحباط وربما التشكيك في الذات.
3-                 تحديد الأهداف التعليمية المناسبة: استثارة دافعية الطالب من خلال الأهداف تتطلب اختيار أهداف واقعية يمكن تحقيقها.
4-        تجزئة المهمات التعليمية من خلال تجزئة المادة التعليمية إلى وحدات صغيرة وجعل الخطوة الأولى بسيطة نسبيًا وإيضاح المطلوب من الطالب والتأكد أنه يفهم المعلومات.
5-        إشراك الطالب في اتخاذ القرارات: يجب أن يعبر الطالب عن ميوله وحاجاته واهتماماته فلا شيء يقلل من دافعيته الإنسان كالشعور بالضعف.
6-        توفر المناخ التعليمي المناسب: تؤثر طبيعة المناخ التعليمي في دافعية الطالب فالبيئة الصفية المثيرة للاهتمام أكثر قدرة على استثارة الدافعية.
7-                 التعبير عن الثقة بالطالب: تشير الدراسات العلمية أن إلانسان يسلك على النحو الذي يتوقعه منه الأشخاص المهمون في حياته.
8-                 العمل على مراعاة الفروق الفردية
9-                 التعامل مع القلق بشكل مناسب
10-             تزويد الطالب بتغذية راجعة متواصلة عن أداءه: معرفة الطالب وتفهمه للتحسن في سلوكه يعمل كحافز لبذل جهد أكبر.
11-      مساعدة الطفل على تطوير مفهوم ذات ايجابي: إن مفهوم الطالب عن ذاته يعتب من العوامل المهمة التي تؤثر إلى حد كبير على دافعيته.
12-             مساعدة الأهل على تطوير اتجاهات واقعية نحو طفلهم المعوق
13-             مساعدة الطالب على تحمل المسؤولية.
14-      تقويم المعلم لذاته: رغم أن الدراسات تبين أن الأطفال يحبون المعلم اللطيف والمرح والذي يتفهم مشاعرهم وظروفهم إلا أن العلاقة بين هذه الصفات الشخصية للمعلم والدافعية للطالب غير واضحة وتشير البحوث إلى أن العامل الحاسم هو طبيعة ما يفعله المعلم مع الطلبة وليس خصائصه الشخصية ولذلك ينبغي على المعلمين تقويم فاعلية الطرق التي يستخدمونها فالعمل الروتيني المتكرر يصبح مملا ولذلك يجب توظيف النشاطات المتميزة لاهتمام كل من المعلم وطلابه والمعلم هو القدوة للطلاب فإذا أراد أن يزيد دافعية طلابه فلا بد من أن تكون لدية هو الدافعية.
 
رابعاً: مهارات تقويم الدرس
التقويم عملية مستمرة تبدأ قبل بدء التدريس للتعرف علي مستويات الطلاب ثم تسير معه خطوة بخطوة , والتقويم عملية واسعة تهتم بقياس الناتج التعليمي وما الذي حصله التلاميذ سواء خلال الدروس أو خلال مقرر دراسي, ومهارة التقويم باختصار تعني أن يقوم المعلم باكتشاف نقاط الضعف لدي الطلاب ومعالجتها ونقاط القوة واستغلالها
 
أنماط السلوك الواجب توافرها لدي المعلم في مهارة التقويم 
- التخطيط المسبق لبرامج التقويم
- أن يقوم مدى تحقق الأهداف الموضوعة سواء كانت أهداف الدرس أو أهداف العام الدراسي
- أن يستخدم أساليب متنوعة ومناسبة للتعلم
- أن يتيح الفرصة للتلاميذ للمشاركة في عملية التقويم نفسها (تقويم ذاتي
- أن يراعي الفروق الفردية أثناء الاختبارات البدنية والمهارية
- أن يقوم التعلم تبعا لمحكات (اختبارات) تتصف بالصدق والثبات والموضوعية
- أن يتعرف باستمرار علي الأخطاء التي يقع فيها التلاميذ أثناء الدرس
- أن يستخدم الاختبارات المقننة للتأكد من مستوي التلاميذ البدني والمهاري والمعرفي والنفسي (تقويم شامل
- أن يتحلى بالموضوعية وعدم التحيز خلال عملية التقويم أن يقوم بقياس نتائج كل وحدة من وحدات المنهج 
- أن يستخدم وسيلة التقويم كأنها جزء من الدرس في بعض الأحيان.
-  أن يحدد حصص خاصة لإجراء الاختبارات
 - أن يخطر التلاميذ بمستواهم خلال عملية التقويم
- أن يحتفظ بسجل دائم لأعمال التقويم
-  أن يقوم بتنظيم نتائج التقويم وتلخيصه
 
مجالات التقويم :
       للتقويم مجالات عديدة يمكن حصر بعضها في الأتي : ـ
1 ـ تقويم عمل المعلم والعاملين في التعليم .
2 ـ تقويم المناهج وما يتصل بها من مجتمع مدرسي ، وطرق ووسائل تعليمية ، وكتب دراسية .
3 ـ تقويم الكفاية الإدارية ، وما يرتبط بها من تشريعات تربوية .
4 ـ تقويم علاقة المدرس بالمجتمع المحيط به .
5 ـ تقويم الكفاية الخارجية للتعليم ، وخاصة العلاقات التي تربط التعليم بالعمل .
6 ـ تقويم الخطط التربوية ، وما يتبعها من برامج ومشروعات .
7 ـ تقويم السياسية التعليمية .
8 ـ تقويم استراتيجية التنمية التربوية ، وغيرها من الأنواع الأخرى ، وكل هذه الأنواع من التقاويم يجمعها رابط مشترك هو أهداف التعليم وما وراءها من حاجات مجتمعية ، ومطالب نمو المتعلمين التي تغبر معايير أساسية كل تقويم تربوي .
 
      وعملية التقويم تبدأ بالتشخيص أولا وتحديد نقاط القوة والضعف بناء على البيانات والمقاييس المتوفرة وتنتهي بإصدار مجموعة من القرارات التي تحاول القضاء على السلبيات التي تحاول القضاء على السلبيات التي اكتشفت وعلى أسبابها .
ومجال عملية التقويم هذه هو العمل التعليمي بدءا بالتلميذ الذي يعد محور العملية التعليمية كلها ، وهدفها الأول مرورا بالتعليم ، وما يرتبط بها من سلطات ، ومؤسسات تعليمية ، وإداريين ومشرفين ، وينتهي بكل المؤسسات العاملة في المجتمع ، والتي يتصل عملها بالتعليم بشكل أو بآخر .
 
أهمية التقويم :
      هناك عدة نقاط تبرز من خلالها أهمية التقويم ، وخطورة الأدوار التي يلعبها في المجال التربوي ويمكن إجمالها في آلاتي :
1 ـ ترجع أهمية التقويم إلى أنه قد أصبح جزءا أساسيا من كل منهج ، أو برنامج تربوي من أجل معرفة قيمة ، أو جدوى هذا المنهج . أو ذلك البرنامج للمساعدة في اتخاذ قرار بشأنه سواء كان ذلك القرار يقضي بإلغائه أو الاستمرار فيه وتطويره . بما أن جهود العلماء والخبراء لا تتوقف في ميدان التطوير التربوي فإن التقويم التربوي يمثل حلقة هامة وأساسية يعتمدون عليها في هذا التطوير .
3 ـ لأن التشخيص ركن أساسي من أركان التقويم فإنه يمكننا القول بأن هذا الركن " الشخصية "  يساعد القائمين  على أمر التعليم على رؤية الميدان الذي يعملون فيه بوضوح وموضعية سواء كان هذا الميدان هو الصف الدراسي ، أو الكتاب ، أو المنهج ، أو الخطة ، أو حتى العلاقات القائمة بين المؤسسات التربوية وغيرها من المؤسسات الأخرى .
4 ـ نتيجة للرؤية السابقة فإن كل مسؤول تربوي في موقعه يستطيع أن يحدد نوع العلاج المطلوب لأنوع القصور التي يكتشفها في مجال عمله مما يعمل على تحسينها وتطويرها.
5 ـ عرض نتائج التقويم على الشخص المقوم ، وليكن التلميذ مثلا يمثل له حافزا يجعله يدرك موقعه من تقدمه هو ذاته ومن تقدمه بالنسبة لزملائه ، وقد يدفعه هذا نحو تحسين أدائه ويعزز أداءه الجيد .
6 ـ يؤدي التقويم للمجتمع خدمات جليلة ، حيث يتم بوساطته تغيير المسار ، وتصحيح العيوب ، وبها تتجنب الأمة عثرات الطريق ، ويقلل من نفقاتها ويوفر عليها الوقت ، والجهد المهدورين .
 وظائف التقويم :
      للتقويم وظائف ومهام يمكن إبرازها في التالي :
1 ـ يشخص للمدرسة وللمسؤولين عنها مدى تحقيقهم للأهداف التي وضعت لهم ، أو مدى دنوهم ، أو نأيهم وهو بذلك يفتح إمامهم الباب لتصحيح مسارهم في ضوء الأهداف التي أل تغيب عن عيونهم .
2 ـ معرفة المدى الذي وصل أليه الدارسون ، وفي اكتسابهم لأنواع معينه من العادات والمهارات التي تكونت عندهم نتيجة ممارسة أنواع معينة من أوجه النشاط .
3 ـ التوصل إلى اكتشاف الحالات المرضية عند الطلاب في النواحي النفسية ، ومحاولة علاجها عن طريق الإرشاد النفسي ، والتوجيه ، وكذلك اكتشاف حالات التخلف الدراسي وصعوبات التعلم ، ومعالجتها في حينها .
4 ـ وضع يد المعلم على نتائج عمله ، ونشاطه بحيث يستطيع أن يدعمها، أو يغير فيهما نحو الأفضل سواء في طريق التدريس ، أو أساليب التعامل مع الطلاب .
5 ـ معاونة المدرسة في توزيع الطلاب على الفصول الدراسية وفي أوجه المناشط المختلفة التي تناسبهم ن وتوجيههم في اختبار ما يدرسونه ، وما يمارسونه .
6 ـ معاونة البيئة المنزلية للطلاب على فهم ما يجري في البيئة المدرسية طلبا للتعاون بين المدرسة ، والبيت لتحسين نتائج الطالب العلمية .
7 ـ يساعد التقويم القائمين على سياسة التعليم على أن يعيدوا النظر في الأهداف  التربوية التي وضعت مسبق بحيث تكون أكثر ملاءمة للواقع الذي تعيشه المؤسسات التعليمية .
8 _ للتقويم دور فاعل في توجيه المعلم لطلابه بناء على ما بينهم من فروق تتضح أثناء عمله معهم .
9 ـ يساعد التقويم على تطوير الناهج ، بحيث تلاحق التقدم العلمي والتربوي المعاصر .
10 ـ يساعد التقويم الأفراد الإداريين على اتخاذ القرارات اللازمة لتصحيح مسار إدارتهم ، وكذلك اتخاذ القرارات الخاصة بالعالمين معهم فيها سواء بترقيتهم ، أو بمجازاتهم .
11 ـ يزيد التقويم من دافعية التعلم عند الطلاب حيث يبذلون جهودا مضاعفة قرب الاختبارات فقط .
12 ـ يساعد التقويم المشرفين التربويين على معرفة مدى نجاح المعلمين في أداء رسالتهم ومدى كفايتهم في أدائها .
13 ـ تستطيع المدرسة من خلال تقويمها لطلابها بالأساليب المختلفة أن تكتب تقارير موضوعية عن مدى تقدم الطلاب في النشاطات العلمية المختلفة وتزويد أولياء الأمور بنسخ منها ليطلعوا عليها .
 
أنواع التقويم :
       هناك أنواع عديدة من التقويم يمكن حصرها في الاتي :
1 ـ التقويم التمهيدي أو المبدئي :
      هذا النوع من التقويم يتم قبل تجريب أي برنامج تربوي للحصول على معلومات أساسية حول عناصره المختلفة كحالة الطلبة قبل تجربة البرنامج ، وتأتي أهمية هذا النوع في كونه يعطي الباحثين فكرة كاملة عن جميع الظروف ، والعوامل الداخلة في البرنامج. فإذا افترض أن الذين سيقومهم البرنامج هم طلبة الصف الأول الاعدادي فإنه يلزمنا أن نعرف اتجاهاتهم ، وسلوكهم وأنواع المهارات التي يتقنونها، والمعارف التي تعلموها. ومن خلال هذه البيانات يمكن للإنسان أن يتوقع أنواع التغييرات التي يمكن لأن تحدث لهم بعد أن يمروا في البرنامج التربوي المعين .
 
2 ـ التقويم التطويري :
       هذا النوع من التقويم يتم أثناء تطبيق البرنامج التربوي بقصد اختيار العمل أثناء جريانه ولا يتم التقويم التطويري إلا إذا كان القائمون على أمره ذوي صلة بالعمل ذاته بحيث ، يرون مدى التقدم الذي يتم فيه ، أو العقبات التي تعترض طريقه .
ومن أمثلة ذلك تقويم المعلم لنتائج عمله في سلوك طلابه ومدى التعديل أو التغير الذي يطرأ على هذا السلوك نتيجة لبرنامجه .
 
 3 ـ  التقويم النهائي :
       يتم هذا التقويم في نهاية العمل التربوي بقصد الحكم على التجربة كلها ، ومعرفة الإيجابيات التي تحققت من خلالها ، أو السلبيات التي ظهرت أثناءها ، وهذا النوع من التقويم يعقبه نوع من القرارات الحاسمة التي قد تؤيد بالاستمرار في العمل ، أو الانصراف عنه تماما . ومثال ذلك تطبيق المملكة العربية السعودية للرياضيات الحديثة ، فلا شك أن هناك أنواعا من التقويم التطويري التي تصاحب التجربة بقصد تعديل مسارها ، وفي النهاية سيلجأ القائمون على أمر التجربة إلى تقويمها تقويما نهائيا بغرض معرفة الفوائد ، والإيجابيات التي عادت على الطلاب ، أو المضار التي لحقت بتدريس الرياضيات بسبب إتباعها ، ومن ثم يمكن إجازتها أو إلغاؤها نهائيا .
 
4 ـ التقويم التتبعي :
       لم تكن الأنواع السابقة من التقويم التي تمت في بداية العمل التربوي ، وأثنائه ، وبعده هي خاتمة المطاف فقد يتصور البعض أنه نتيجة للتقويم النهائي الذي يحسم الأمر يكون عمل المقومين قد انتهى ، ولكن الواقع عكس ذلك . فإن تقرير البرنامج التربوي والسير فيه يقتضي أن يكون هناك تقويم متتابع ، ومستمر لما يتم إنجازه ، بحيث إنه يمكن التعديل في بعض الآليات المستخدمة في التقويم ، أو في بعض الأساليب المتبعة ، وفي نفس الوقت يتم قياس النتائج التي تحدث من البرنامج .
 أسس التقويم التربوي :
      أصبح التقويم على حداثته في مجال التربية والتعليم من الأمور الراسخة بالنسبة للتربية والعاملين فيها ، وقد أصبحت له أسس ثابتة تجب مراعاتها عند القيام به ، وأهم هذه الأسس الاتي :
1 ـ من البديهي أن يتم التقويم في ضوء الأهداف التي وضعت للتعليم منذ البداية ، ومن هنا فإن القائمين على أمر التقويم يجب أن يتم تقويمهم لمل يريدون تقويمه في ضوء تلك الأهداف ، سواء كان التقويم منصبا على أداء المعلم ، أو على المناهج وتطويرها ... إلخ .
2 ـ التقويم في جزء منه عبارة عن عملية تشخيصية يحاول القائمون بها أن يبينوا مواطن القوة ، والضعف فيما يقومونه ، وهذه العمليات التشخيصية تحتاج إلى الدقة ، والموضوعية لأنه على ضوء نتائجها ستوضع برامج للعلاج والتصحيح .
3 ـ لا تقتصر عملية التقويم التربوي على المشرفين التربويين فقط ، ولكن الواقع يؤكد أنها عملية يشترك فيها جميع من تمسهم قضية التعليم اشتراكا متعاونا فيما بينهم بدءا بالمسؤولين عن السياسة التعليمية ، وانتهاء بالتلميذ ، ومرورا بخبراء المناهج والمشرفين التربويين ومديري المدارس وإدارتيها .
4 ـ من أسس التقويم الهامة شمولية عملية التقويم بمعنى أنه إذا أريد تقويم بعض الكتب المدرسية فإنه يجب أن يكون هذا التقويم مشتملا على مستوى هذه الكتب ، ومدى مناسبتها للطلاب اللذين وضعت لهم ، وكذا مناسبة ما فسها من معلومات وما تحتوي عليه من توجيهات ... إلخ .
5 ـ التقويم عملية مستمرة أي أنها لا تتم دفعة واحدة كما هو الحال في بعض الامتحانات التي نحكم من خلالها على الطلاب نجاحا أو رسوبا ، وهدف التقويم المستمر هو الحكم على مدى التقدم إلي يحرزه الطلاب في ضوء برنامج دراسي معين ، ومعرفة مدى ما تحقق من أهداف هذا البرنامج ، ومدى السرعة التي تم بها .
6 ـ عند تقويم الطلاب ينبغي أن يكون واضحا في أذهان القائمين على عملية التقويم أن عنصر الفروق الفردية عنصر جوهري لا بد من مراعاته ، فليس معنى وجود الطلاب في حجرة دراسية واحدة أنهم جميعا متساوون في كل شيء ، فتقويم الطالب يتم في ضوء تقدمه هو لا في ضوء تقدم زملائه .
7 ـ من المسلمات أن التقويم وعملياته كلها رغم ما قد يصاحبها من اهتمامات لا تتعدى أن يكون وسيلة للكشف عن نواحي النقص ، أو الضعف بقصد علاجها ، وتلافيها فلا يجب أن يكون هدفا لذاته .
8 ـ ينبغي على القائمين بعملية التقويم أن يتأكدوا من سلامة آلياتهم المستخدمة فيه ، بحيث تقيس ما وضعت لقياسه ، وأن تبتعد عن النواحي الذاتية قدر المستطاع فلا يتأثر المعلم عند تقويمه لطلابه بأحاسيسه الشخصية .
9 ـ أن يترك التقويم أثرا طيبا في نفس الطالب ، وذلك من خلال تعاونه مع معلمه في عملية التقويم خاصة إذا شعر الطالب أن معلمه يقف منه موقف المرشد الناصح ، وليس موقد الناقد الباحث عن العيوب ، والأخطاء .
10 ـ مراعاة تنوع آليات التقويم ، فكلما تنوعت هذه الآليات ، أو الأدوات كلما زادت معلومتنا عن المجال الذي نقومه ، فعند تقويم الطالب يجب ألا نقتصر على اختبارات المقال فقط ، إذ إن هناك اختبارات تحصيلية متنوعة مثل اختبار المزاوجة بين الصواب والخطأ ، والاختيار من متعدد ، وتكملة الفراغ .. إلخ .
 تقويم التلميذ :
        من الملفت للنظر أن تقويم التلميذ لا يزال ينظر إليه على أنه يتم فقط من خلال الامتحانات ، على الرغم من كثرة البحوث، والكتابات التي أثبتت سلبية الاعتماد على الامتحانات كمصدر واحد لتقويم التلميذ ، وبالرغم من الآثار السلبية العديدة التي لوحظت على هذا الأسلوب ، والتي انعكست بدورها على نوعيات الخريجين أنفسهم ، وبالتالي على المجتمع ذاته.
فعندما نتحدث عن تقويم التلميذ ينبغي أن يفهم في إطاره الصحيح ألا وهو تقويمه في جميع جوانب نموه ومنها : الجانب المعرفي أو التحصيل الدراسي . والجانب الانفعالي ، واكتساب الاتجاهات ، وغرس القيم ، ومعرفة الميول ، والدوافع ، وكل ما يتعلق بجوانب الشخصية الإنسانية ، ولكن سنقصر الدراسة هنا على التقويم الجانب التحصيلي لدى التلاميذ.
 
الاختبارات التحصيلية :
       الاختبارات التحصيلية وسيلة من وسائل القياس التي تستخدم لتدل على معرفة مستوى الطلاب في مقرر بعينه ، أو في مجموعة من المقررات الدراسية. وقد تباينت آراء التربويين حول الاختبارات ، وفوائدها ، والآثار المترتبة عليها ، فمنهم من هاجمها بشدة ، وطالب بإلغائها ، وحجة هذا الفريق ما يلي :
1 ـ نتيجة لاعتماد النتائج النهائية في قياس مستويات الطلاب على الاختبارات كوسيلة وحيدة ، فإن جزءا كبيرا من جهد الطلاب ، ووقتهم ينصرف في الاستعداد لهذه الاختبارات بصرف النظر عن أي استفادة أخرى في عملية التعلم .
2 ـ يعتمد الطلاب لنجاحهم في الاختبارات على الحفظ ، والاستظهار اللذين قد يصاحبهما الفهم ، وقد يجانبهما ، والغاية من ذلك أن يكونوا على معرفة تامة بكل المقررات المطلوبة بحيث يتمكنوا من إجابة على الأسلة ، وبعد ذلك لا يهم أن تحتفظ الذاكرة بتلك المعلومات ، أو تذهب أدراج الرياح .
3 ـ حفظ الطلاب للمعلومات التي سيختبرون فيها واستظهارها يدفعهم إلى البحث عن شيء يحفظونه بغض النظر عن قيمته المعرفية ، لذلك انتشرت ظاهرة كتب تبسيط المواد الدراسية ، والملخصات ، والمذكرات، وما إلى ذلك على الرغم من السلبيات الناجمة عنها .
4 ـ أصبحت الدراسة بهذا الشكل وسيلة لتأدية الاختبارات ، وأصبح الاختبار ، وسيلة لانتقال الطلاب من مرحلة لأخرى ، أو لدخول الجامعة ، وعليه فقد ضاعت القيم التربوية لكل ما يدرس في غمرة الانشغال بالاختبارات .
5 ـ يترتب على إعطاء الاختبارات أهمية كبرى ـ باعتبارها وسيلة القياس الوحيدة في معرفة قدرات الدارسين على النجاح ، أو الرسوب ـ ظاهرة الغش التي تفشت بين مختلف فئات الطلاب ، كما تفننوا في إيجاد أنواع مختلفة منه .
6 ـ اهتمام السلطات التعليمية بالاختبارات يدفعها إلى أنفاق الكثير من الوقت والجهد والمال عليها ربما أكثر مما ترصده لأوجه المناشط التعليمية المختلفة التي تنمي الطلاب ي جوانب شخصياتهم المتعددة .
7 ـ تخلوا وسيلة  الاختبارات الحالية من أساس هام كان ينبغي أن يكون فبها ألا وهو تشخيص حالة الطالب بدقة من حيث نواحي ميوله، واستعداداته ، وقدراته ، وقد يكون لعامل الصدفة في اجتياز الاختبار، والحصول على درجة جيدة دور ما في ذلك .
8 ـ إن الاختبارات كوسيلة للقياس لا تبين مقدار جودة الكتاب المدرسي ، أو ملاءمة الطرق ، أو الأساليب التي يتبعها المعلم في تدريسه، كما أنها لا تعكس ملاءمة المنهج كله بالنسبة للطالب ، أو المجتمع.
 
أما الفريق المدافع عن الاختبارات فيرى فيها بعض الفوائد ، وربما لعدم إيجاد البديل للأسباب آلاتية :
1ـ يعتبرها القائمون على التعليم وسيلة ناجحة لقياس مستويات الطلاب خاصة في غياب نظام بديل مقنع ، ويدافعون بأن ما يصاحبها من ظواهر سلبية كالغش ، والكتب المبسطة والملخصات ، أمور لا تعيبها بقدر ما تعيب النظام الذي يعجز عن ضبط مثل هذه الأمور أو الحد منها .
2 ـ تعتبر الاختبارات من جهة رسمية وسيلة منطقية ، تخبر الطلاب بمدى تقدمهم بالنسبة لا نفسهم ، وبالنسبة لزملائهم ، لهذا فهي قد تدفع أعداد منهم نحو المحافظة على المستويات الطيبة التي وصلوا إليها ، كما أنها تحفز المتخلفين على محاولة اللحاق بأقرانهم وتعويض ما فاتهم .
3 ـ تعتبر الاختبارات وسيلة تنبيه ، تدفع أولياء الأمور لمتابعة أبنائهم ، والوقوف عن كثب لمعرفة مستوياتهم، وحثهم على مضاعفة الجهد ، كما تساعد على الربط بين المدرسة ، والبيت بحيث يكون الطرفان على اتصال مستمر ، أو حين تستدعي الضرورة ذلك .
4 ـ تعتبر الاختبارات بمثابة مؤشر يبين المعلم مدى نجاحه في جهوده مع طلابه ، كما تبين له موقعه بالنسبة لزملائه المعلمين في المدرسة ، مما يدفع البعض إلى بذل المزيد من العطاء أو الجهد .
5 ـ يمكن لخبراء المناهج أن يستفيدوا من النتائج التي تتوصل إليها الاختبارات في عملية تطوير المناهج بكل ما تشمل عليه من برامج ، وكتب ، وطرق التدريس ووسائل في ضوء ما يحققه الطلاب من الأهداف التربوية التي رسمت مسبقا .
6 ـ إذا أديت الاختبارات بأمانة ، ودقة ، وموضوعية فإنها تعلم الطلاب قيما عظمى في حياتهم : كالانضباط في المواعيد ، والدقة في التنفيذ ، والأمانة في الأداء ، والحفظ ، والنقول العلمية .
7 ـ تتطلب الاختبارات إعادة تنظيم الأفكار الواردة في الكتاب المقرر ، وعرضها في ترتيب ، وأسلوب يحقق المطلوب من السؤال ، ومن هنا فهي تكشف عن قدرة المدرس على التعبير بأسلوبه الخاص عما استوعب من معلومات .
 
أساليب الاختبارات التحصيلية:
هناك أعداد كثيرة من أساليب القياس أو التقويم التي يمكن استخدامها لتقدير تحصيل الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة وهي : ـ
1 ـ اختبار المقال .
2 ـ اختبار الصواب أو الخطأ .
3 ـ اختبار التكميل ، أو ملء الفراغ .
4 ـ اختبار المزاوجة .
5 ـ اختبار إعادة الترتيب .
6 ـ اختبار التصنيف .
7 ـ الاختيار من متعدد .
وسنتحدث عن كل واحد منها بإيجار .
 
أولا ـ اختبار المقال ـ
     تعد أكثر أنواع الاختبارات انتشارا في المدارس ، وتتكون من عدد من الأسئلة لا تتجاوز خمسة ، أو ستة أسئلة ، وفي اختبارات الثانوية العامة تجري مراجعتها بوساطة لجنة من المشرفين التربويين ، أو المختصين لمراعاة تمشيها مع المنهج المقرر ، ولخلوها من اللبس ، أو التداخل ، ولضمان عدم صعوبتها ، أو سهولتها .
من ميزاتها : أنها تكشف عن الطالب في هذا الجانب المعرفي عندما يعبر عن ذاته بأسلوبه هو ، وعندما تأتي إجاباته متكاملة ، ومترابطة .
ولكن من سلبياتها : أنها لا يمكن أن تقيس تحصيل الطالب في جميع ما درس ، وهي تعتمد في إجاباتها على محفوظ الذاكرة .
     
ونتيجة لما في هذا النوع من سلبيات ، فقد ظهرت صور أخرى من الاختبارات أطلق عليها الاختبارات الموضوعية ، نظرا لأنها لا تتأثر بمن يقوم بتصحيحها ، مهما اختلف عددهم ، وتنوعت هوياتهم ، كما أنها تتصف بأن لكل سؤال منها إجابة محددة لا تختلف باختلاف الطلاب ، إضافة إلى أنها لا تطلب وقتا طويلا للإجابة عليها على الرغم من كثرتها ، وتشمل معظم ما درس الطلاب من المنهج .
 

ثانيا ـ اختبار الصواب والخطأ : ـ

عبارة عن جمل ، أو عبارات متضمنة معلومات معينة مما درس الطالب في مادة دراسية ، ويوضع أمام كل جملة كلمة  "صواب ، أو خطأ " ، وعلى الطالب أن يختار إحدى الكلمتين  ، حسب كل عبارة أو جملة .
من ميزات هذا النوع من الأسئلة : أنه يتطلب وقتا طويلا للإجابة عليه ، وأنه يمكن من خلاله تغطية أكبر قدر ممكن مما درس الطلاب ، وتصحيحه سهل جدا ، ولا يتطلب استعمال اللغة ، ويستوي في الإجابة عليها الطالب السريع التعبير ، والبطيء ، والطالب القوي فيها ، والضعيف .
ومن عيوبها : أن الطالب الذي لا يعرف الإجابة عن يقين فإنه لا يتردد في التخمين ، ثم أنها تدفع الطالب إلى التركيز على حفظ الحقائق ، والمعلومات ، والأرقام كثيرا دون أن تنمي فيه القدرة على الاستنتاج ، والتحليل ، والربط ، والتعميم ، والطلاب الذين يخمنون الإجابة غالبا لا يعرفون سببها ولا تفسيرها .
مثال : ضع إشارة صواب أمام العبارة الصحيحة ، وإشارة خطأ أمام العبارة الخاطئة:
ـ عمرو بن العاص هو أول من فتح مصر .
ـ انتصر العرب على العدو الصهيوني في حرب 1967م .
ـ غزا العراق الكويت عام 1992 م  .
ـ الفاعل اسم مرفوع يدل على من فعل الفعل .
 

ثالثا ـ اختبارات التكملة ، أو ملء الفراغ : ـ

      يعتبر هذا النوع من الاختبارات السهلة الاستعمال ويقوم اختبار التكملة على كتابة عبارات يترك فيها جزء ناقص يتطلب من المختبرين تكملته، وقد يعطي الطالب مجموعة من البدائل يختار من بينها الكلمة ، أو العبارة الناقصة .
وينبغي على المعلم أن يغطي من خلال هذه الاختبار معظم أجزاء المقرر الذي تمت دراسته ، كما يجب أن يراعي الدقة في الألفاظ ، وحسن التعبير ، بحيث يفهم الطالب المقصود تماما دون لبس ، أو غموض.
من إيجابيات هذه الاختبارات: أنه يغطي جزءا كبيرا من المقرر الدراسي ، كما يمكن أن يقيس قدرة الطالب على الحفظ ، والتذكر ، ويمكنه من الربط ، والاستنتاج .
ومن سلبياته : أنه يمكن أن يشتمل على شيء من التخمين والحدس ، كما أن الإجابات يمكن أن تعدد .
 
 
مثال : أكمل الفراغ بالإجابات الصحيحة .
1 ـ أول من أسلم من الرجال ...........
2 ـ في غزوة بدر كان عدد المسلمين .... ، بينما كان عدد المشركين ......
3 ـ من أشهر علماء المسلمين في علم البصريات ..........
4 ـ أكبر الدول العربية المصدرة للبترول ..... ( السعودية ، الإمارة ، العراق ، الكويت ، لبيا ) .
 

رابعا ـ اختبار المزاوجة : ـ

      يعتبر هذا النوع من أكثر الاختبارات الموضوعية أهمية وفائدة ، نظرا لأن عنصر الموضوعية فيه متوفرة بدرجة كبيرة ، والسبب في ذلك أن عنصر التخمين فيه أقل بكثير مما هو في اختبار " الصواب والخطأ " مما يزيد من عامل الثبات لهذا الاختبار .
 
يتكون هذا الاختبار في العدة من قائمتين متقابلتين ، تشمل الأولى على عدد من الأسئلة ، أو العبارات التي يجيب عليها الطالب أو تكملها القائمة الثانية ، بحيث يختار من القائمة الثانية ما يتناسب مع ما في القائمة الأولى من معلومات حسب الترتيب المطلوب.
 
      من إيجابيات اختبار المزاوجة : أنه يفيد الطلاب كثيرا في جعلهم يتذكرون الحوادث ، والتواريخ ، والأبطال ، والمعارك ، كما أنه يفيد في اكتساب جزء كبير من الثقافة العامة عندما يتذكر الطالب على سبيل المثال الكتب ومؤلفيها ، والمخترعات العلمية ، وعلماءها ، والدول ، والممالك ، ومؤسسيها ، والنظريات العلمية.
 
ويفترض في هذا الاختبار أن تكون القائمة الثانية أكثر عددا من القائمة الأولى ، والسبب في ذلك أنه لو تساوت القائمتان ، وكان لكل منها ستة أسئلة فرضا ، فالطالب عندما يجيب على خمسة أسئلة تصبح إجابته على السؤال السادس حتمية دون بذل أي جهد ، لذلك يستحسن لأن تزيد القائمة الثانية عن الأولى بسؤال ، أو سؤالين .
 
 
       ويراعي في هذا النوع عند وضعه وضوح العبارة ، وجعل الأسئلة مقصورة على فرع واحد من فروع المعرفة داخل المادة الدراسية الواحدة ، وألا تكون الأسئلة من النوع الذي يحتمل أكثر من إجابة واحدة ، كما يراعى قصر السؤال أيضا .
 
مثال ذلك : اختر من القائمة الثانية الاعراب الصحيح للكلمة التي تحتها خط في القائمة الأولى وذلك بوضع رقم العبارة:
1 ـ زحف الطفل زحف السلحفاة .                       (   ) نائب الفاعل .
2 ـ سافر أخي طلبا للعلم .                             (   ) فعل مضارع مبني .
3 ـ كسر الزجاج .                                      (   ) حال .
4 ـ كافأ المدير الطالب المتفوق .                       (   ) فاعل .
5 ـ والله لأساعدنَّ المحتاج .                             (   ) مفعول مطلق .
6 ـ يحضر الطلاب إلى المدرسة مبكرين .              (    ) صفة .    
                                                       (    ) فعل أمر مبني .
                                                       (    ) مفعول لأجله .

 

خامسا اختبار إعادة الترتيب : ـ

       في هذا النوع من الاختبارات يكتب المدرس كلمات ، أو جملا ، أو عبارات ، أو أرقاما ، أو أحداثا ، أو وقائع بدون ترتيب ، يطلب خلالها من الطالب إعادة ترتيبها، فقد يطلب منه أن يكون ترتيب الأحداث تصاعدي أي من القديم إلى الحديث ، وقد يكون العكس، ثم يعيد كتابتها مرتبة .
      هذا النوع من الأسئلة يفيد الطالب في الفهم التتابع للأحداث ، كما يفيده في سرعة البديهة ، خاصة عند التعامل مع الأرقام الكبيرة لاسيما وأن الوقت الذي يتاح لمثل هذه الاختبارات الموضوعية في الغالب يكون محدودا جدا ، بينما يكون عدد الأسئلة كبيرا .
مثال : رتب ما يلي صحيحا من الأحدث إلى الأقدم :
حرب العاشر من رمضان . معركة اليرموك . حرب عام 1967 م . حرب فلسطين . موقعة بدر . عام الفيل . معركة ذات الصواري . فتح عمورية . حروب الردة . فتح الأندلس . غزوة تبوك .
 

سادسا ـ أسئلة اختبار التصنيف : ـ

       عبارة عن ذكر لبعض الكلمات التي يوجد بينها وجه شبه ، ثم يضمن خلالها كلمة لا علاقة لها بها جميعا ، ويطلب من الطالب أن يبينها بشكل من الأشكال ، إما بوضع خط تحتها ، أو دائرة حولها ، أو ما إلى ذلك .
     هذا النوع من الاختبارات الموضوعية يبين القدرة على فهم العلاقات بين الأمور المتشابهة بسرعة ، وهو من الاختبارات السهلة الإعداد ، السهلة الإنجاز ، كما أنه يبتعد كثيرا عن الذاتية .
 
مثال : استخرج الكلمة التي تختلف عن باقي الكلمات فيما يلي : ـ
الإمارات ـ السعودية ـ اليمن ـ البحرين ـ الكويت ـ عمان ـ قطر .
تفاح ـ برتقال ـ مشمش خس ـ رمان ـ برقوق ـ عنب .
أخضر ـ أحمر ـ أصغر ـ أسود ـ أصفر ـ أبيض .

 

سابعا ـ أسئلة الاختيار من متعدد :

        هذا النوع من الاختبارات عبارة عن سؤال محدد في البداية ، وفيه إثارة ، ويتطلب من التلميذ أن يحدد الإجابة الصحيحة من مجموعة من الإجابات ، وينبغي أن يتراوح عدد الأسئلة ما بين ثلاثة إلى سبعة، وهذا التحديد له أهميته ، فإذا قلت الإجابات عن ثلاثة أصبحت ضمن اختبار " الصواب والخطأ " ، وإذا زادت عن سبعة ، أربكت الطالب كثيرا ، وأجهدته في البحث عن الإجابة المطلوبة ، إضافة لما تحتاجه من وقت كبير عند الإعداد .
     يفضل في مثل هذا النوع من الاختبارات أن يعطى الطلاب مثالا في بداية الامتحان حتى لا يرتبكون ، ويستحسن أن يكون المدرس قد دربهم عليه قبل ذلك في الفصل ، ويفترض أن يغطي المدرس خلال هذا الامتحان معظم ما درسه الطلاب المقرر ، كما أنه يراعي في المعلم أن يكون متمكنا من اللغة العربية ، بحيث يستطيع أن يصوغ الأسئلة بطريقة سليمة لا تربك الطالب ، ولا توحي له بالإجابة .
     ويدخل ضمن هذا النوع من الاختبار إلى جانب اختبار الصواب والخطأ اختبار آخر وهو " اختبار الأهم " ، بمعنى أن تكون العملية عملية مفاضلة ، وذلك على أساس معيار موضوعي يكون المدرس قد درب طلابه عليه مسبقا ، بحيث يستطيعون أن يفكروا بسرعة ، ويستقروا على الإجابة الصحيحة .
من سلبيات هذا النوع : أنه لا يقيس قدرة الطلاب اللغوية ، أو التعبيرية ، أو الابتكارية ، كما يحتاج واضعه أن يكون متمكنا من المنهج تمكنا كبيرا .
مثال : استخرج العبارة الصحيحة .
مؤسس المملكة العربية السعودية هو : ـ
1 ـ جلالة المغفور له الملك فيصل .
2 ـ جلالة المغفور له الملك سعود .
3 ـ جلالة المغفور له الملك عبد العزيز .
س ـ استخرج العبارة الخاطئة .
تنتمي الدول الآتية إلى جامعة الدول العربية ما عدا : ـ
العراق ـ جمهورية مصر العربية ـ فلسطين ـ الحبشة ـ لبنان ، تونس.
مثال على اختيار الأهم : ـ
 من أهم العوامل الحاسمة في الصراع العربي مع العدو الصهيوني الآتي : ـ
·        تحسين خطوط المواصلات المختلفة في العالم العربي .
·        رفع الحواجز الجمركية بين البلاد العربية .
·        العمل على توحيد كلمة المسلمين والعرب .
·        تحسين نوعية التعليم الجامعي في الوطن العربي .
·        إدخال الصناعات الحديثة في الوطن العربي .